وكالة مهر للأنباء - محمد مظهري: "القدس" هي نقطة تلاقي بين كل مكونات الأمة فهي كمهد عيسى عليه الصلاة والسلام قضية المسيحيين وهي كمسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قضية للمسلمين بمختلف مذاهبهم وأعراقهم سنة وشيعة عربا وعجما وهي كأرض عربية قضية عربية واحتلالها من قبل المحتل الصهيوني المستكبر الذي يعتبر عدو الإنسانية يوجب على الانسانية المستضعفة جمعاء أن تشترك في تحريرها وإعادة الطهر والنقاء إليها .
وفي يوم القدس العالمي الذي يعتبر من القضايا والرموز الكبرى التي أعلن لها الإمام الخميني قدس سره يوماً خاصاً للإحياء وتجديد العهد والعمل، تقف الملايين من شعوب العالم الى جانب الفلسطينيين ومازالت عيونهم وافئدتهم ترنو نحو المدينة المقدسة، وتزداد اعداد المؤمنين بالقضية الفلسطينية في انحاء العالم العربي والاسلامي في كل عام. وكانت الدعوة المباركة للامام الخميني اتت أكلها وانبتت ورودا وبنادق تتجه جميعا نحو المدينة المقدسة. وللاطلاع اكثر على حجم المخاطر التي تحدق بهذه المدينة المقدسة أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي في لبنان الشيخ بلال شعبان . فيما يلي نص الحوار:
س: ما هو تأثير يوم القدس والمناسبات الإسلامية في تعزيز المقاومة الاسلامية؟
الاحتفالات والمناسبات الإسلامية تعزّز الحضور الشعبي للقدس التي تعتبر قضيتنا المركزية وترسخها في الذاكرة الشعبية فبدل التلهي بما تطرحه مؤسسات اعلامية كأم بي سي من مسلسلات تطبيعية كمسلسل "أم هارون" حيث تصور من خلالها المحتل الغاصب كأنه مستضعف ومظلوم وصاحب حق في فلسطين تأتي مناسباتنا التاريخية كذكرى غزوة بدر وفتح مكة وحطين ومناسبة إحياء يوم القدس لتذكر الأمة بالقدس مهد عيسى ومسرى رسول الله محمد عليهما الصلاة والسلام وهي قابعة في أسر المحتل وتنبه الناس إلى ضرورة بذل كل جهد لتحريرها وإعادتها إلى موقعها داخل أمتنا كعاصمة للأرض والسماء.
س: هل تمكن الصهاينة من تحقيق مآربهم في المنطقة من خلال الدعم الامريكي؟
لقد استطاع الرئيس الأمريكي من خلال تواطؤ بعض الأنظمة العربية أن يحقق بعض التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني, لكن الشعوب العربية بغالبيتها ما زالت تنظر إلى إسرائيل كعدو وها هو الشعب المصري بعد قرابة 40 سنة من توقيع اتفاقية كمب دايفيد لم يرضخ للتطبيع ويعتبر المحتل الصهيوني عدوا لا يجوز التعامل معه ولكن مشكلتنا بالحكومات والانظمة التي باعت دينها وضميرها ورأت أن العلاقة من إدارة الشر الأمريكي والمحتل الصهيوني تحفظ عروشها وكراسيها. وهم بالحقيقة قد حددوا تاريخ زوال عروشهم وملكهم القريب مع زوال المحتل الغاصب لفلسطين.
س: ما هي دوافع وكواليس تسريع عملية التطبيع مع اسرائيل؟ هل يمكن إضفاء الشرعية على إسرائيل من خلال الإجراءات التطبيعية؟
أمام تنامي قوة محور الشعوب المقاومة يبدو أن بعض النظام الرسمي العربي المتخاذل يريد أن تكون إسرائيل جزءا من المنظومة العربية ليشكلوا محورا واحدا ضد شعوبهم.
لكن لا يمكن إضفاء الشرعية للاحتلال الصهيوني لفلسطين طالما أن هناك شعوب تقرأ في القرآن الكريم قول الله عز وجل :" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ".
س: ما هو هدف الإمام الخميني من تسمية يوم القدس؟ هل هو مجرد مناسبة إسلامية لاقامة مسيرات أو مخطط لاحباط المؤامرات الرامية إلى إقصاء القدس؟
إن هدف الإمام الخميني رحمه الله تعالى من إعلان يوم القدس التذكير الدائم بالقدس وفلسطين لتبقى قضية حاضرة في الاذهان , ونحن وبعد عقود من هذا الإعلان بتنا أقرب إلى التحرير فرجال المقاومة في لبنان وفلسطين متحفزين عند بوابات القدس واليوم الكثير من شبابنا يمني نفسه أن يكون شريكا في مشروع التحرير القريب.
س: ما هي مكانة القدس في السياسات وقائمة اولويات الدول العربية؟
لقد دفع مشروع الاستكبار الأمريكي والغربي والصهيوني بلادنا إلى الكثير من حروب الوكالة داخل أمتنا فالكثير من الصراعات المذهبية والدينية والعرقية هي حروب مصطنعة لاضعاف أمتنا ولتبقى إسرائيل هي الأقوى
بعد حروب المقاومة في غزة واندحار العدو في 25 أيار 2000 وهزيمتهم في عدوان 2006م. رأت المنظومة الاستعمارية ضرورة صناعة مثل هذه الحروب لتمد بعمر الكيان الصهيوني.
س: ما هي أهداف الكيان الصهيوني من تهويد القدس وعمليات الحفر وإحداث المستوطنات؟
أهدافهم بكل بساطة تصفية القضية الفلسطينية وتدمير المسجد الأقصى قدس المسلمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبناء الهيكل المزعوم مكانه وإحداث تغيير ديمغرافي سكاني تمسح فيه كل المعالم العربية الإسلامية والمسيحية , حتى إزالة المقابر التاريخية وكل ما يدل على تاريخ القدس وعراقته منذ آلاف السنين , علما أن كل أعمال التنقيب منذ عشرات السنين لم يجدوا حجرا واحدا يدل على أن هيكلا كان في يوم من الأيام مكان المسجد الاقصى المطهر.
س: ما هو دور الشهيد قاسم سليماني في مواصلة وإكمال مسار تحرير القدس ومكافحة الإرهاب؟
إن دور الحاج الشهيد قاسم سليماني كان محوريا في تأسيس جيش القدس والتواصل مع حركات المقاومة الفلسطينية والعربية وشحذ هممهم ليكونوا متأهبين لساعة الفصل ليدخلوا فلسطين من كل حدب وصوب , اليوم هناك مئات الآلاف من المجاهدين المتحفزين الذين دربهم الحج قاسم سليماني وسلحهم متأهبون لساعة التحرير بفارغ الصبر
ويجب أن يتحقق بذلك ملحمة الشراكة الفعلية بين كل مكونات أمتنا الدينية والمذهبية والعرقية
أرى في جيش القدس العربي والعجمي والفارسي والكردي والتركي والطاجيكي والبشتوني والأفغاني والماليزي والاندونيسي
أرى المسلم والمسيحي الوطني والقومي في جيش واحد يعيد رسم خريطة المنطقة من جديد بحيث لا يكون للكيان الغاصب وجود على تلك الخريطة
وأرى وحدة إسلامية ووحدة إنسانية للمستضعفين يرفعون لواء واحد ضد المستكبرين والمستعمرين من شذاذ الأفاق الذي حولوا حياتنا بحروبهم وحصارهم الاقتصادي والسياسي إلى جحيم.
قال تعالى :" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ".
تعليقك